سورة الحجر - تفسير تفسير ابن الجوزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحجر)


        


قوله تعالى: {وما أهلكنا من قرية} أي: ما عذَّبنا من أهل قرية {إِلا ولها كتاب معلوم} أي أجَل مؤقَّت لا يُتقدم ولا يُتأخر عنه. {ما تسبق من أُمَّة أَجلها} {من} صِلة، والمعنى: ما تتقدم وقتها الذي قدِّر لها بلوغه، ولا تستأخر عنه. قال الفراء: إِنما قال: {أَجَلها} لأن الأمَّة لفظُها مؤنث، وإِنما قال: {يستأخرون} إِخراجاً له على معنى الرجال.


قوله تعالى: {وقالوا يا أيها الذي نُزِّل عليه الذِّكر} قال مقاتل: نزلت في عبد الله بن أبي أمية، والنضر بن الحارث، ونوفل بن خويلد، والوليد بن المغيرة، قال ابن عباس: والذِّكر: القرآن. وإِنما قالوا هذا استهزاءً، لو أيقنوا أنه نُزِّل عليه الذِّكْر، ما قالوا: {إِنك لمجنون}. قال أبو علي الفارسي: وجواب هذه الآية في سورة أخرى في قوله: {ما أنت بنعمة ربك بمجنون} [القلم 2].
قوله تعالى: {لو ما تأتينا} قال الفراء: {لوما} ولولا لغتان معناهما: هلاّ، وكذلك قال أبو عبيدة: هما بمعنى واحد، وأنشد لابن مُقبل:
لَوْمَا الحَيَاءُ وَلوْمَا الدِّيُن عِبْتُكُمَا *** بِبَعْضِ مَا فِيكُمَا إِذْ عِبْتُما عَوَرِي
قال المفسرون: إِنما سألوا الملائكة ليشهدوا له بصدقه، وأن الله أرسله، فأجابهم الله تعالى بقوله: {ماتُنزَّلُ الملائكة إِلا بالحق} قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر {ما تَنزَّلُ} بالتاء المفتوحة {الملائكةُ} بالرفع. وروى أبو بكر عن عاصم {ما تُنزَّل} بضم التاء على ما لم يُسم فاعله. وقرأ حمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم، وخَلَف {ما نُنِّزل} بالنون والزاي المشددة {الملائكةَ} نصباً.
وفي المراد بالحق أربعة أقوال:
أحدها: أنه العذاب إِن لم يؤمنوا، قاله الحسن.
والثاني: الرساله، قاله مجاهد.
والثالث: قبض الأرواح عند الموت، قاله ابن السائب.
والرابع: أنه القرآن، حكاه الماوردي.
قوله تعالى: {وما كانوا} يعني: المشركين {إِذاً مُنظَرين} أي: عند نزول الملائكة إِذا نزلت.


قوله تعالى: {إِنا نحن نزَّلنا الذِّكر} من عادة الملوك إِذا فعلوا شيئاً، قال أحدهم: نحن فعلنا، يريد نفسه وأتباعه، ثم صار هذا عادة للملِك في خطابه، وإِنِ انفرد بفعل الشيء، فخوطبت العرب بما تعقل من كلامها. والذِّكْر: القرآن، في قول جميع المفسرين.
وفي هاء {له} قولان:
أحدهما: أنها ترجع إِلى الذِّكْر، قاله الأكثرون. قال قتادة: أنزله الله ثم حفظه، فلا يستطيع إِبليس أن يزيد فيه باطلاً، ولاينقص منه حقاً.
والثاني: أنها ترجع إِلى النبي صلى الله عليه وسلم، فالمعنى: {وإِنا له لحافظون} من الشياطين والأعداء، لقولهم: {إِنك لمجنون}، هذا قول ابن السائب، ومقاتل.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8